ملكـــة بأخلاقـــي المديرة
المساهمات : 64 تاريخ التسجيل : 21/12/2017 العمر : 19 الموقع : بين صفحات كتابي
| موضوع: تأمل يامغرور كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ الخميس ديسمبر 28, 2017 1:20 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز رحمهما الله .. قال:« إن الدنيا دار ظعن وليست بدار مقام، وإنما أنزل إليها آدم عقوبة فاحذرها يا أمير المؤمنين، فإن الزاد منها تَرْكُها، والغنى فيها فقرها، تذل من أعزها، وتفقر من جمعها، كالسم يأكله من لا يعرفه وهو حتفه، فاحذر هذه الدار الغّرارة الخداعة وكن أسر ما تكون فيها أحذر ما تكون لها، سرورها مشوب بالحزن، وصَفْوها مَشُوب بالكدر، فلو كان الخالق لم يخبر عنها خبراً، ولم يضرب لها مثلاً، لكانت قد أيقظت النائم، ونبهت الغافل، فكيف وقد جاء من الله عز وجل عنها زاجر، وفيها واعظ، وقد عرضت على نبينا صلى الله عليه وسلم مفاتيحها وخزائنها لا ينقصه عند الله جناح بعوضة فأبى أن يقبلها، وكره أن يحب ما أبغضه خالقه، أو يرفع ما وضعه مليكه، زواها الله عن الصالحين اختياراً، وبسطها لأعدائه اغتراراً، أفيظن المغرور بها المقتدر عليها أنه أُكْرِم بها، ونسي ما صنع الله بمحمد صلى الله عليه وسلم حين شد على بطنه الحجر. والله ما أحد من الناس بسط له في الدنيا فلم يخف أن يكون قد مكر به، إلا كان قد نقص عقله وعجز رأيه ».
قال ابن رجب رحمه الله يصف الدنيا:« ما يعيب الدنيا بأكثر من ذكر فنائها، وتقلب أحوالها، وهو أدل دليل على انقضائها وزوالها، فتتبدل صحتها بالسقم، ووجودها بالعدم، وشبيبتها بالهرم، ونعيمها بالبؤس، وحياتها بالموت، فتفارق الأجسام النفوس، وعمارتها بالخراب، واجتماعها بفرقة الأحباب، وكل ما فوق التراب تراب ».
وقال بعض العلماء:« كل ما أصبت من الدنيا تريد به الدنيا فهو مذموم، وكل ما أصبت منها تريد به الآخرة فليس من الدنيا ». وقال ابن مسعود رضي الله عنه: « إن الله جعل الدنيا كلها قليلاً، وما بقي منها إلا القليل من القليل، ومثل ما بقي منها كالثَّغْبِ، شُرب صفوُه، وبَقِي كَدَرُه ». وقال الحسن البصري رحمه الله: « رحِم الله أقوامًا كانت الدّنيا عندهم وديعة، فأدَّوها إلى من ائتمنهم عليها، ثمّ قاموا خفافًا ». وقال مالك بن دينار رحمه الله: « بقدرِ ما تحزن للدّنيا يخرج همّ الآخرة من قلبك، وبقدر ما تحزن للآخرة يخرج همّ الدنيا من قلبك ». وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله: « الدنيا حجابٌ عن الله لأعدائه، ومطيةٌ مُوصِلة لأوليائه، فسبحان من جعل شيئًا واحدًا سببًا للاتصال والانقطاع ».
| |
|
Alsa عضو متمكن
المساهمات : 75 تاريخ التسجيل : 26/12/2017 العمر : 19 الموقع : أرض الخيال
| موضوع: رد: تأمل يامغرور كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ الجمعة ديسمبر 29, 2017 11:54 am | |
| | |
|